للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فجوزيت خيرًا من إمام ورحمة … ونلت من الله الثواب موفَّرا

وجاورت خير الخلق ذا السنن التي … حُييت عليها حافظًا متبصِّرا

ذهبت ولم تذهب علوم أفدتها … تدوم بها طول الزمان معمِّرا

لئن كنت مطويًا بقاع قرارةٍ … لصيتك منشورًا بألسنة الورى

وإن تك مفقودًا لعينىَّ رؤيةً … فإنك موجودٌ بقلبي تصوُّرا

ولو كنت تفدى لافتدتك مساجد … وأندية كانت لأجلك تُعترى

ولو يُشترى بالمال عمرٌ لفاضلٍ … لكان لكم بالمال والنفس يُشترى

هنيئا لك الدّار التي كنت عاملًا … عليها فما الدنيا بدارٍ لمن درى

وبشراك لا همٌّ هناك ولا عنىً … فنم في مهاد المكرمين موفَّرا

ويا ويح من خلفت بين ضلوعه … لهيبًا من الفقد الأليم مسعَّرا

يروح ويغدو حيث كنت فلا يرى … سوى طلل قد ساءَ بعدك منظرا

ليبكك مني ما بقيت مرزءًا … قديم وداد فيك لن يتغيرا

عليك سلام الله ما بقي الثنا … عليك ودام العلم عنك مسطَّرا

ولا برحت تَسقى ثراكَ غمامةٌ … وتخضل من مثواك روضًا معطَّرا

حكى لنا الشيخ أبو حيان قال: لمّا حبس الأستاذ أردت أن أقرأ على غيره، فقال لي: ما يهون عليَّ أن أتعب عليك أربع سنين وتُنسَب إلى غيري، وأنت قد بقيت، أين الكتب؟ طالعها وما تحتاج إلى أحد، قال: ولما أردت الرحلة إلى الشرق، قال لي: هُم بالمشرق يشتغلون بسماع الأجزاء، فعليك بسماع الكُتُب الكبار، وإذا ذُكر الله قُل: جلَّ الله ولا تزد، وكذلك إذا ذُكر النبي ، قل ولا تتكلّم في شيء يؤخذ عليك فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>