تحرَّى كتاب الله شغلًا فلم يزل … مقيمًا عليه رائحًا ومبكرا
متى جئته ألفيته متلبسًا … به تاليًا أو مقرئًا أو مفسرا
ودوَّن من شتى العلوم فوائدًا … تفيد الورى علمًا وتقوىً ميسرا
وربَّ مُكِنٍّ للشريعة بغضه … ومبتدعٍ غطَّى الحقيقة وافترى
ثنى نحوه عن باعث الدّين نعته … وناضله حتى انثنى متكسرا
وكم مشكلٍ لولاه أعوز فهمه … وأضحى على من رامه متعذرا
فوا أسفًا للعلم ضاعت فنونه … وأضحى من التحقيق منفصم العرى
ويا حسرةً للطالبين تفرَّقوا … فلستَ ترى إلا حزينًا منفَّرا
خبت سرج قد طال ما زهرت به … وردَّ مطايًا شدَّها شكت السرى
وأخفق مسعى الراحلين وعُطِّلت … مجالسُ كانت للملائك محضرا
أمولاي إن أهلك عليك صبابة … أجدني على ما تستحق مقصّرا
ولم لا وقد ألبستني خلع الرضى … وأطلعت لي صبح الهداية نيّرا
وأنقذتني من حيرة الجهل والعمى … فصيرت فكري من بيانك مبصرا
وسوَّغت لي جدوى الإفادة أمترى … متى شئت من جدواه أنجع ممترى
وكنتَ لمن يلقاك أنصحَ من أبٍ … وأشفقَ من أمٍّ عليه وأصبرا
وما كنت إلا للأنام ذخيرةً … ونورًا مبينًا للقلوب منوِّرا
تُقرِّر إيمانًا وتوضح سنةً … وترفع شكًّا في القلوب محيِّرا