غالب محمد بن محمد بن بشران، ودخل بغداد، وتفقه بالشيخ أبي إسحاق الشيرازي، وعلق عنه ثلاثة "تعاليق"، وسمع بها من الحافظ أبي بكر الخطيب، وأبي سعد المتولي، وغيرهما.
وحدَّث، سمع منه الحافظ محمد بن ناصر السَّلامي، والجواليقي، وغيرهما.
ولما وقعت الفتنة بين الحنابلة والأشاعرة، كان فيها قائمًا قاعدًا، ونظم عدة أشعار سماها الشافعيات رُويَت عنه.
وذكره الحافظ ابن النجار، وأورد من شعره، قوله:
من قال لي جاه ولي حشمةٌ … ولي قبولٌ عند مولانا
ولم يعد ذاك بنفعٍ على … صديقه لا كان من كانا
وقوله أيضًا: شعر
يا عاذلي لولا اعتداء عذاره … ما قال لي قلبي احتمله وداره
وإذا سعى ساعٍ به فجوابه … عمَّا يحدثنيه من أخباره
أو كيف يسمع فيه دعوى مدَّعٍ … من لا يؤاخذه على إقراره
وقال أبو منصور يحيى الخاني: أنشدني ابن أبي الصقر لنفسه، قوله: شعر
علة سميت ثمانين عامًا … منعتني للأصدقاء القياما
فإذا عمّروا تمهد عذري … عندهم في الذي ذكرت وقاما
ولد بواسط، في ليلة الاثنين ثالث عشر ذي قعدة، سنة تسع وأربع مئة.
وتوفي بها، يوم الجمعة رابع عشر جمادى الأولى، سنة ثمان وتسعين وأربع مئة، عفا الله عنه.