ولست أبرح في الحالين ذا قلقٍ … نامٍ وشوقٍ له في أضلعي لهب
ومدمعٍ كلما كفكفت أدمعه … صونًا لذكرك يعصيني وينتسب
ويدعي في الهوى دمعي مقاسمتي … وجدي وحزني فيجري وهو مختضب
كالطرف يزعم توحيد الحبيب ولا … يزال في ليله للنجم يرتقب
يا صاحبي قد عدمت المسعدين فساعدني على وصبي لا مَسَّكَ الوصَب
بالله إن جئت كثبانًا بذي سلمٍ … قف بي عليها وقل لي هذه الكثب
ليقضي الخدُّ في جرعائها وطرًا … من تربها وأؤدي بعض ما يجب
ومل إلى البان من شرقيِّ كاظمة … فلي إلى البان من شرقيها طرب
أكرم به منزلا تحميه هيبته … عنا وأنواره لا السمر والقضب
وخذ يمينًا لمغنى تهتدي بشذىً … نسيمه الرطب إن ضلت بك النجب
دعني أعلل نفسا عزَّ مطلبها … فيه وقلبًا لعذر ليس ينقلب
ففيه عاهدت قدمًا حب من حسنت … به الملاحة واعتزت به الرتب
دانٍ وأدنى وعزُّ الحسن يحجبه … عني وذلي والإجلال والرهب
أحيا إذا مت من شوقي لرؤيته … بأنني لهواه فيه أنتسب
منها:
يا بارقًا بأعالي الرقمين بدا … لقد حكيت ولكن فاتك الشنب
ويا نسيمًا سرى من نحو كاظمة … بالله قلْ ليَ أين البان والكثب
وكيف جيرة ذاك العهد هل حفظوا … عهدًا أراعيه إن شطوا وإن قربوا