أعيذ قلبك من همٍّ ومن فكر … وطرفك البابلي السحر من سهر
ولو علمت سهادي أو ضنى … ما كان قلبك لي أقسى من الحجر
أطلت ليلي فلا أرجو له سحرًا … روحي فداك وهل ليلٌ بلا سحر
ما أومض البرق من علياء كاظمةٍ … إلا وسحَّت له الأجفان بالمطر
شوقًا إلى بارقٍ بالثغر مطلعه … في باردٍ شبم من ريقك الخصر
أجرى له لؤلؤًا في فيك منتظمًا … يمطي عقيق على الخدين منتثر
ولا سرت نسمة تثنى الغصون لها … في طيِّها أرَجٌ من نشرك العطر
إلا وهمت بها وجدًا ورنَّحني … شوقٌ إلى مائسٍ من قدك النضر
يا ظلم من قال أنت الشمس طالعةٌ … كم في جبينك من شمسٍ ومن قمر
منها:
واستعبَرت أعين الوادي لغيبتكم … واستوحش الورق بين البان والسمر
شدا بلحن تذيب الصخر رقَّته … شوقًا إليكم على عالٍ من الشجر
وقوله:
ولو أن إنسانًا يبلغ لوعتي … وشوقي وأشجاني إلى ذلك الرشا
لأسكنته عيني ولم أرضها له … ولولا لهيب القلب أسكنته الحشا
قال: وأنشدنا لنفسه مما نظمه في المنام، وهو قوله أيضًا:
ما ابيضَّ من لمتي سوداء من عمري … إلا وقد سوَّدت بيضاء في الصحف
ولا خلوت مدى الأيام من تعبٍ … إلا ورُحت به صبًّا أخا كلف
وليس لي عملٌ أرجو النجاة به … إلا الرسول وحبي ساكن النَّجف