قال: ولو قلت أن ابن حَبيش أشعر وأقدر لم أجازف لكثرة بدائعه وصفاء شرائعه، ثم إن الله ﷾ ألهمه رشده، ورغَّبه في ما عنده، فوقف نظمه ونثره في آخر عمره على مدح نبيه المصطفى ورسوله المجتبى، وعلى ما ينحو ذلك المنحى، والحضّ على الرغبة في خير الأخرى، فخلد من ذلك ما خلَّد له الذكر الجميل في الدنيا والثواب الجزيل في العقبى.
ومن القصائد التي خمَّسها قصيدة الشقراطسي، خمَّسها ثلاث تخميسات، وسدَّسها، وثمَّنها، ووشَّحها، فجاء ذلك سفرًا.
وعشَّر قصيدة أبي تمام التي مدح بها المعتصم ورثى الواثق، ﵀، التي أولها قوله: ما للدموع تروم كل مرام
فجعلها ابن حَبيش في رِثَاء الحسين بن علي، ﵄.
وخمَّس قصيدة ابن أبي الخصال التي أولها قوله: شعر
إليك فهمي والفؤاد بيثرب
وهي مرتفعةٌ في الحسن والجودة.
قال الشيخ ركن الدين: قال لنا لما أراد تخميسها: خفتُ أن أنقطع قبل إتمامها، قال: فاختبرت نفسي ببيتين منها ليس فيها أصعب منهما بالنسبة إلى ما أخذ به نفسه من الالتزام والإجادة، أحدهما قوله: