واختم له بصالح عند انقضاء الأجل … مسامحًا عما جنى من سيئات العمل
وله، ونقلته من خطه أيضًا، قوله:
وإذا اعتبرت سني عمرك في الدنا … ومرورها في أعصر الخسران
وعلمت أن المرء منها راحلٌ … سفرًا به للسخط والرضوان
أيقنت أن الفوز فيها للتُّقي … ولمن يقوم بمحكم الفرقان
فاجهد لنفسك يا أخيَّ مخلصًا … فلقد نصحتك في جميل بياني
وكان محبًا لي، ومتفضلًا علي، ومحسنًا إليَّ، وكان ذخيرة لأهل العلم وأولي الفضائل، عونًا لهم عند حدوث النوازل.
ومع رفعة منزلته فهو في غاية الاتضاع، رافعٌ من يغش مغناه إلى المكان اليفاع، وما زال متصفًا بخير يوليه، وجميل يبديه، ومعروف ينيله ويسديه، إلى أن ساح إلى ساحة القبور، وصار إلى من يعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور، والدعاء يُهْدى إليه، والعبرات تُسْكب عليه: شعر
أبكي عليه بدمعةٍ كتبت على … صفحات خدٍّ للكئيب سُطُورا
تجري من العين التي إنسانها … ما زال من إحسانه مسرورا