للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

سجاياه غير متهم، إنه سرّ أبيه في السيادة والكرم، ومن أشبه أباه فما ظلم، كم فرَّج من كُرْبة، وكم من عثرة أقال، وكم من موثق بحبال شدة قد حلَّه من عقال، وكم له من مقعد صدق ومجلس حق لم يدع لسواه فيه من مقال، وكم تجمَّلت به المجالس وتزيَّنت به الدروس، وكم رفع للعلم من عَلَم، وأحيى معالم السنة بعد الدروس، لم يزل ناديه بالنَّدى عامرًا، وفيض كفه من ديم الكرم هامرًا، ومغناه كعبة وفود الإفادة عاكفة عليه، وحرمًا تُهدى هدايا الفضل إليه، يشح على الأدب أن تصح مغانيه داثره، وتسحُّ راحته بالكرم إذا شحَّت السَّحاب الهامرة، لا جرم أنه لما اتصف بالوصف الجميل، سار وقد أبقى له الذكر الجميل والثناء الجزيل، شعر:

تيقَّن أن المال يفنى وأهله … تزول وما يُبقي الثنا غير زائل

فلم يُبْق وجهًا في الجميل يفوته … ولا في مقال الحقِّ قولا لقائل

سمع الحديث من جماعة من أشياخنا، كالأمير عبد القادر بن عبد العزيز ابن الملك المعظم عيسى، والمسند عبد الله الصنهاجي، والواني، وسمع من الحافظ الأديب أبي الفتح محمد بن محمد اليعمري الكثير، وتخرج عليه في الحديث والأدب.

واشتغل بالفقه على مذهب أبي حنيفة، ثم على مذهب أحمد.

وقرأ الأصول والمنطق على التاج التبريزي، وشارك في تفسير وبيان، وموسيقى، وكتب الخط الحسن، ونظم ونثر وحدث.

وخرَّج له صاحبنا العالم الفاضل أبو العباس أحمد الدمياطي "مشيخة".

وسمعتُ منه، وسمع مني، وأجاز لي، ونقلت من خطه قوله: شعر

بك استجار الحنبلي محمد بن جنكلي … فاغفر له ذنوبه فأنت ذو التفضِّل

وجُدْ له بتوبة صادقة يا أملي … ورحمةٍ شاملةٍ تمحُ عظيم الزَّلل

<<  <  ج: ص:  >  >>