يذكِّرني مسراه ربعًا ألفته … وعيشًا تقضَّى ليت باديه عائد
وأهيف معسول الشمائل بينه … وبين وصالي برزخٌ متباعد
أقلُّ بلائي أنني فيه راغبٌ … وأكثر حزني أنه فيَّ زاهد
له من بديع الحسن خدٌّ مورَّدٌ … ولي من دموعي فوق خدي موارد
يهون عليه أن أبيت مسهدًا … يذود الكرى عن جفن عيني ذائد
تمر الليالي دونه وهو هاجرٌ … وأقضي ولا يقضي الذي هو واعد
لعل الهوى يحلو فينعم عاشقٌ … ويظفر مشتاق ويطرب شاهد
إذا هبَّت النكباء مال كأنه … نزيفٌ سقته الراح هيفاء ناهد
إليك فما يشتد للمرء ساعدٌ … إذا كان من تهواه ليس يساعد
فأقسم أني في الصبابة واحدٌ … وأن كمال الدين في الجود واحد
مهوَّنةٌ أمواله وعداته … مكرَّمةٌ قصاده والقصائد
كريم المساعي والجدود مهذَّبٌ … له موردٌ ما ذمَّه الدهرَ وارد
وجودٌ كصوب الغيث يهمي فتستوي … لديه الأداني والأقاصي الأباعد
شهاب رداه للمعَادين محرق … وظل نداه للموالين بارد
سريع القِرى للضيف في كل أزمة … طويل نجاد السيف أروع ماجد
ومنها:
تقلده العلياء أبهي عقودها … وتلقى إليه في الأمور المقالد
وتستقبل الآمال غرَّة وجهه … كما استقبل البيت المعظم ساجد