لو باشرت ميتًا وقد فتك البلى … بعظامه أحيت رميم عظامه
لولا الصَّبا النجدي ما علم الورى … سرِّي ولا ظفروا بفض ختامه
يا أهل نجد قلبي العاني بكم … متلذذٌ بغرامه وهيامه
وإذا ترنَّمت الحداة بذكركم … أخذ الغرام إليكم بزمامه
إن كان غيري ما وفَى بعهوده … فأنا الوفي بعهده وذمامه
كم في الحمى عَلَم يلوح وإنما … في الفرد معنى ليس في أعلامه
يا من غدا نحو الحمى متوجِّهًا … إن فاز قلبك في الحمى بمرامه
قف في ثُمام المنحنى وأراكه … فالسر بين أراكه وثُمامه
أقْرِي السلام على ظباء كناسه … رمزًا بذلك عن ظباء خيامه
واحفظ بحقك ما تهيَّمه الصبا … سَحَرًا وما توحيه سجع حمامه
واكفف لحاظك عن مسارح سربه … إني أخاف عليك من آرامه
فإذا أتاك من القباب مبشّرٌ … فاخضع لديه وقع على أقدامه
فهو الرَّسول من الرَّسول المصطفى … من حظنا الإكرام من إكرامه
الأنبياء كواكبٌ في حندسٍ … والمجتبى المختارُ بدر تمامه
قال: ونظم وهو ابن اثنتي عشرة سنة متغزلًا، قوله: شعر
حبذا من ليلةٍ سلفت … نلت فيها بغيةً ولقا
بت فيها والحبيب معي … في قميص عفة وتقى
يا له من أهيفٍ غنجٍ … بتُّ من حُبِّيه مغتبقا