أحمد بن عبد الرحمن المصري، وأبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الخالق الحنفي، وأبي البركات إسماعيل بن علي بن أحمد الأزجّي.
سمع منه الفقيهان الفاضلان محمد بن يحيى بن هبة الله العباسي الحنفي، وابن المسمع المذكور وهو أبو هاشم الحنفي، وتفقها عليه، وسمع منه أبو الحسن علي بن محمد الكازروني، وعلي بن عبد الصمد بن أبي الجيش.
وكان فصيحًا، ظريفًا، حسن الخَلق والخُلق، أديبًا شاعرًا، ذا مروءة وفتوة، ودرَّس وصنف.
هكذا ترجمه صاحبنا المحدث الرحَّال سعيد الذهلي، وأورد من نظمه قوله: شعر
إن لم تُقَرّح أدمعي أجفاني … من بعد بُعدكم فما أجفاني
إنسان عيني مذ تناءت داركم … ما راقه نظرٌ إلى إنسان
ولقد سألت الدار بعد رحيلكم … ووقفتُ فيها وِقفة الحيران
وسألتها لكن بغير تكلُّمٍ … وتكلمت لكن بغير لسان
ناديتها يا دار ما فعل الألى … هم غاية الأوطار والأوطان
وقوله: شعر
منع المتيَّم من لذيذ منامه … وَلِعَ الهوى بضرام نار غرامه
بك يا حبيب القلب أشرق قلبه … حتى استنار له سواد ظلامه
وإذا هو اختار الرُّقاد فإنما … يختاره ليراك في أحلامه
لليل سرٌّ ليس يعرف قدره … إلا أولوا الألباب من قُوّامه
يأتي النسيم إليهم برسائل … يَحيا بها ذو فطنة لكلامه