أجرت دموعك ساعات الفراق دمًا … لما رعيت خؤونًا ليس يرعاك
يا روضة البان جادتك السحاب بما … أهدى لنا طيب ريَّا طيب رياك
ويا صبا الجزع لولا من صبوت له … حيَّاك بالعَرف منه ما عرفناك
يا أهل رامة ما للريم عندكم … يُشكى إليه فلا يحنو على الشاكي
وما لغزلانكم تغزوا القلوب إذًا … من كل طرف حديد اللحظ فتَّاك
يا ظبية بظبا ألحاظها سفكت … دمي كفاك الذي تجنيه كفَّاك
لم تنقدح بين قلبي والهوى زندٌ … حتى اشتكت ضيقة القلبين زنداك
ولم تحل في جفوني للكرى سنةٌ … مذ جال كالخنصر الممشوق خصراك
قاسيت من قلبك القاسي أليم جفًا … رفقًا به خلقت للعطف عِطْفَاك
أراك مؤثرة عوْد الأراك على … أن الخواطر والألباب مرعاك
حرَّمْتِ ظَلمك أن تدنو الشَّفَاه له … فكيف حللت ظلم الواله الشاكي
ما للكرى ضل عن عيني الخيال به … ألَّا أهتدى بك يا سلمى فأهداك
لا أنت تسري ولا أسري إليك فما … أقصاك يا لذة الدنيا وأقساك
خذي يميني يمينًا غير خائنة … إني على كل حال لست أنساك
وكيف يأتي سلوًا أو يهمُّ به … مَن إن تناهت أمانيه تمناك
إن كان أحلا من الوصل الفراق بدا … فإن قلبي معمورٌ بذكراك
لِمْ أنت يا كعبة الفردوس ساخطة … وفي مقاصيره رضوان ربَّاك
سكنت قلبي فأسكنتِ الحريق به … ألا بردت بماء الوصل مأواك
كظمت للبين غيظًا يوم كاظمة … فكيف أسخطني سخطٌ وأرضاك