وألحَّت الزّفرات في إظهاره … لما ألحَّ السقم في إخفائه
صبٌّ إذا سحَّت سحائب دمعه … سُقيت عِطاش حباه من حوبائه
قسمًا بمن قسم الهوى فاختصَّني … دون الأنام عناية بعنائه
لأقبلن على الأسى قلبي عسى … يرثى له من حلَّ في سودائه
يا إخوة المشتاق فكُّوا أسره … من دائه وتفضَّلوا بفدائه
أمن الحفيظة والمودة في الهوى … والحبُّ تخضع أسده لظبائه
رخصت على رخص الأنامل مهجتي … وغلا جنى العُنَّاب من جنَّائه
وهي قصيدة طويلة بديعة.
وله أيضًا يمدح الأفضل أمير جيوش شاه بهذه القصيدة، على وزن قصيدة الشريف الرضي فقال: شعر
يا غرَّة البدر من بالهجر أغراك … أم من بفتك دم العشّاق أفتاك
جنيتِ قتلي ولى في وجنتيك دمٌ … صحَّت عليك به الدعوى لقتلاك
وما بجفنيك من حق الفتور لقد … أصبحت فتنة زهاد ونساك
خُلقت سيفًا على العشاق مشتهرًا … خدَّاه خدَّاك والجفنان جفناك
يا سلم ألقيت سلمي في هواك فلِمْ … سَلَّت عليَّ سيوف الحرب عيناك
تراك أنذرت قلبي قبل صبوته … أن سوف يهوي صريعًا حين يهواك
عيني أعانت على قلبي بنظرتها … فصادني صيد أشراكي بإشراك
يا عين أصبحتِ من جراك في تعبٍ … فمن على نظرٍ في الحسن جرَّاك
لولاك ما قرعت قلبي الخطوب ولا … غرقت في غمرات الحبِّ لولاك