للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال الحافظ أبو عبد الله ابن النجار قال لي: إنه قرأ نصف كتاب سيبويه من حفظه على الأنباري، وأنه كان كل يوم يحفظ كراسًا من النحو، ويفهمه ويُطَارح به، حتى برع في النحو، وصار من أعيان الشيوخ ببغداد.

وكان شديد الذكاء، حادَّ القريحة، وكان حسن التعليم، مليح التفهيم، كثير المحفوظ، متضلعًا بعلوم كثيرة، من النحو، واللغة، والتصريف، والعروض، ومعاني الشعر، والتفسير، وإعراب القرآن، وتعليل القراءات، ويَعرِف الفقه، والطب، وعلم النجوم، وعلوم الأوائل.

وينظم نظمًا جيدًا، وينثر نثرًا حسنًا، وينشئ الخطب والرسائل، بلا كلفة ولا روية.

ويتكلم بالفارسية، والتركية، والرومية، والأرمنيَّة، والحبشية، والهندية، والزنجية، بكلام حسن فصيح.

وكان حليمًا، بطيءَ الغضب، عظيم الاحتمال، كريم الأخلاق، متواضعًا، متحببًا إلى الخلق، ديّنًا، صالحًا، جميل السيرة، كثير الصَّدقة، متفقدًا للفقراء وطلاب العلم، راغبًا في فعل الخير.

وتولى تدريس النحو بالمدرسة النظامية، وشرطها أن يكون المدرس شافعيًا، فانتقل إلى مذهب الشافعي.

وفيه يقول أبو البركات التكريتي، : شعر

ومن مُبلغٍ عني الوجيه رسالة … وإن كان لا تُجدي إليه الرسائلُ

تمذهبت للشافعي بعد ابن حنبل (١) … وذلك لما أعوزتك المآكل

وما اخترت رأي الشافعي تديّنًا … ولكنما تهوى الذي هو حاصل


(١) في جميع المصادر بلفظ: تمذهبتَ للنعمان بعد ابن حنبل.

<<  <  ج: ص:  >  >>