للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال ابن سعيد: هي نسبة إلى شَلَوْبِينَة، من حصون غرناطة الساحلية، وأصله من إشبيلية، وكان أبوه خبّازًا بها، فأنِفت نفسه من صنعته، وانحرفت همّته عن همته، وعكف في صباه على النحو، حتى برع فيه، ولم يكن في عصره أحدٌ يوازيه (١).

وكان شيخنا العلامة أبو حيان يقول: ليس الشَّلَوْبِين منسوبًا إلى شَلَوْبِينَة، وإنما هي صفة، وهي الزرقة في اللون.

وقال ابن مَسْدي: وُجِد بخط أبي علي: الشلوبيني الأصل الإشبيلي المولد.

قال: وكتب أبو عبد الله قطرال تحته: في هذا نظر، وذكر ما ذكره شيخنا أثير الدين، ووُجِد بخط العلامة أبي عبد الله محمد بن مالك: أبو علي الشلوبينُ، وضمَّ النون.

أخذ أبو علي هذا عن ابن الجد، وابن زرقون، وابن ملكون، وأبي عمرو ابن عطية، والسهيلي، وأبي العباس علي بن محمد بن سند، وغيرهم.

وكان أبو علي إمامًا في العربية، انتهت الرئاسة فيها والرحلة إليه.

قال ابن سعيد: شهدت مجلس إقرائه بإشبيلية غاصًا بالبلديين والغرباء من الآفاق، ثم رحلت فوجدت ذكره ملأ مسامع أهل الشام والعراق.

قال: وكان مع إمامته في النحو يقرئ مصنفات الأدب الجليلة، قائمًا بمعرفتها وضبطها، عامرًا بذلك غدوَّه وأصيله، قرأت عليه "الكامل" للمبرد، و"ديوان" أبي الطيب، وسمعت بقراءات غيري غير ذلك، وهو في جميعها كالعارض الصيب، إلا أن النحو كان الغالب عليه، والجالب من أقطار البلاد إليه، وله فيه مصنفات.


= والشَّلَوْبِينِي: بفتح الشين المثلثة اللام، وسكون الواو، وكسر الباء الموحدة، وسكون الياء المثناة من تحتها، وبعدها نون.
(١) اختصار القدح المعلى: (١٥٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>