للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وحُكِيَ عنه كرامات، وكان يعنِّف في وعظه، ويشتم، ويكشف رأسه، ويتكلم على طريقة الصوفية، وتقع منه ألفاظ تنكرها الفقهاء، وينفر منها أهل الشرع.

كما أخبرنا قاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن إبراهيم ابن جماعة، أنه حضر عنده فتكلم على عادته إلى أن ذكر آدم ، وذكر قصته، ثم قال عن الله تعالى: يا آدم خلقتك بيدي، وأسجدت لك ملائكتي، وأسكنتك جنتي: عصيتني، اهبط.

وما حكاه شيخنا أثير الدين، أنه صلّى مرّة فقرأ: ﴿وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا﴾ (١)، فقال الجعبري: ولا قليلا، ثم كبَّر وركع، وأمثال ذلك.

وبسبب ذلك وقع بينه وبين جماعة من الفقهاء، ومنعه قاضي القضاة تقي الدين محمد بن الحسين بن رزين (٢) من الكلام، وجرى له مجلس مع الخوّييّ، وعقد له مجلس، ولم يزل ممنوعًا من الكلام حتى توفي ابن رزين.

قال شيخنا أثير الدين: قدمت القاهرة سنة تسع وتسعين، وهو ممنوع من الكلام، وكان العلامة أبو العباس القرافي قد استعمل سكينًا ليقتله بها إذا ظفر به، ولما توفي القرافي، ترحَّم عليه الجعبري، وقال: كان يبغضني في الله.

والصوفية تسمي ما يصدر من ذلك شطحة، ويدعون أنها تحصل في حال غيبة، فلا يؤاخذون بها.

وأخبرني بعض أصحابنا، أن شخصا مصريًا حضر مجلسه، فتكلَّم الجعبري، ثم كشف رأسه، فكشف الحاضرون رؤوسهم، إلا ذاك المصري، فقال الجعبري: قال الله


(١) سورة النساء: من الآية ١٤٢.
(٢) هو أبو عبد الله تقي الدين محمد بن الحسين بن رزين بن موسى العامري الحموي الشافعي، قاضي القضاة، شيخ الإسلام، توفي سنة ٦٨٠ هـ. العبر: (٣/ ٣٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>