كتاب البدر السافر عن أنس المسافر

جال في الغرب وجاب في المشرق، وأبرز فوائد، فغدت طوالعها تشرق، وقيَّد سوانح الآداب بعد أن ندَّت شواردها، وأرشد الطلاب إلى مناهلها، فعرفت مصادرها ومواردها، وأبرزها كاشفة قناعها، فعلت قيمتها، وغدت غالية الثمن، وأقام لها بكل أرض سوقًا، فلم يُقَل لطالبها السوقَ باليمن، إن نظم فالجواهر منتظمة، أو النثر فالدرر ملتئمة، أو ندر فما يبديه ندرة، أو تغزل أفنى من بقي من بني عذرة، أو أخذ في المضحكات فالنواجذ بادية، أو شرع في الوعظيات فالأعين دامعة والقلوب واعية، وإن امرءًا اجتمع به لقي النعيم المقيم، ودهرًا جاد به لجواد كريم.

قرأ النحو والأدب على المشايخ الفضلاء: الأستاذ أبي علي الشلوبين، وأبي الحسن الدبَّاج، والأعلم البطليوسي.

وألف تواليف حسنة، منها: "المشرق في أخبار أهل المشرق" (١)، و"المغرب في أخبار أهل المغرب" (٢)، و"المرقص والمطرب" (٣)، و"التاريخ الكبير" على السنين، و"تاريخ صغير" (٤)، ذكر فيه من لقيه من المتأخرين، و"الغرة الطالعة في شعراء المئة السابعة" (٥)، و"ريحانة الأدب"، و"هالة البدر"، و"الأدب الغض"، و"تحقيق نسب الطالبين"، أربعة

= المحاضرة: (١/ ٥٥٥)، نفح الطيب: (٢/ ٢٦٢ - ٢٩٢)، درة الحجال: (٣/ ٢٤٠ - ٢٤١)، هدية العارفين: (١/ ٧١٤ - ٧١٥)، شجرة النور الزكية: (١٩٧ - ١٩٨)، الإعلام للمراكشي: (٩/ ١٥٩ - ١٦٨)، الأعلام: (٥/ ٢٦)، معجم المؤلفين: (٧/ ٢٤٩).
(١) ويسمى: المشرق في حلى المشرق، منه مخطوطة في دار الكتب المصرية برقم ٢٥٣٢ تيمور.
(٢) الكتاب يضم خمسة عشر سفرًا، ستة لمصر، وثلاثة لبلاد المغرب، وستة للأندلس، وطبع من هذا القسم الأخير ثلاثة أسفار، في جزأين بدار المعارف في القاهرة سنة ١٩٥٣ م، تحقيق: شوقي ضيف.
(٣) طبع بالجزائر سنة ١٩٤٩ م، بعنوان: عنوان المرقصات والمطربات.
(٤) لعله كتاب القدح المعلى، فبعض النقول التي يصرح فيها المؤلف بالنقل عن تاريخ ابن سعيد نقف عليها في المطبوع من مختصر القدح المعلى، وقد نشره إبراهيم الإبياري سنة ١٣٧٨ هـ/ ١٩٥٩ م بالقاهرة.
(٥) ألف أيضًا ابن هانئ اللخمي السبتي (ت ٧٢٢ هـ) كتابًا بهذا الاسم، ولعله وهم من المؤلف، فالمشهور أن ابن سعيد له كتاب الغصون اليانعة في محاسن شعراء المئة السابعة، نشره بالقاهرة إبراهيم الإبياري سنة ١٩٥٤ م.