سمع الحديث من الحافظين عبد المؤمن الدمياطي، وقاضي القضاة أبي الفتح محمد بن علي القشيري، ولازمه واستملى له، وعلق عنه "شرح الإلمام"(١).
وقرأ الفقه والأصول والنحو على الشيخ علم الدين ابن بنت العراقي.
وكان الشيخ تقي الدين قد ندبه في تركةٍ، فلما توفي الشيخ وولي القضاء قاضي القضاة أبو عبد الله محمد الكناني، تُكلِّم عليه عنده، وذُكِر عنه في التركة لعبٌ، وخرج الفوّى إلى حانوت الموقّعين، وذكر أن قاضي القضاة ولّاه العقود، فأنكر عليه، واقتضى فكره التوجه إلى الصعيد، فحضر إلى قوص، وأقام بها مدة، ولم تُحمَد سيرته.
ثم لما بنى بقوص أبو العباس أحمد بن علي بن السديد الأسنائي المدرسة التي بقوص، وحضر الدرس بها، حضر الفُوّيُّ الدّرس، وبحث، فأُعْجِب به ابن السَّديد، وكساه كسوة حسنة، وأخذه صحبته إلى مدينة إسنا، وولاه إعادة المدرسة الأقرمية، وأحسن إليه، وصحبه بها بعض الشباب، فتكلم عليه وأعرض عنه ابن السديد، وانتهى في الفقر، إلى أن رأيته عُريانًا مشتملًا بكساء.
ثم أحضره أبو المناقب علي بن عبد الوهاب إلى إدفو، ليقرأ عليه ولده أبو العباس أحمد، فأقام مدة وأحسن إليه.
ثم توجه إلى أسوان، فأكرمه قاضيها أبو الحجاج يوسف بن محمد الأسيوطي، وقرأ عليه ولده القاضي أبو مدين شعيب، وانتفع بهما، وصحب بسبب شعيب فخر الدين ناظر الجيوش، فأخذ له شهادة الكارم بعيذاب، فحصّل مالًا، وشفع له عند قاضي القضاة جلال الدين محمد بن عبد الرحمن القزويني، فولّاه القضاء بفوه، ثم نقله إلى سيوط، ثم عزل منها، وأقام مدة.
(١) كتاب شرح الإلمام بأحاديث الأحكام لابن دقيق العيد، طبع بدار أطلس للنشر والتوزيع بالرياض، سنة ١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م، تحقيق: عبد العزيز بن محمد السعيد.