للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وأول القصيدة قوله: شعر

شمسُ الهداية في أبناء أيوب … أخت النبوة في أبناء يعقوب

هم الملائك في زيّ الملوك وهم أسد الحروب وأقمار المحاريب

ثم خرج ليُريق الماء في ظلمة، فسقط في جبِّ طعام وهو حار، فمات فيه، والقصيدة في يده وهي مضمومة عليها، فأمر الظاهر أن تجعل صلة القصيدة في تجهيزه والصدقة عنه، وأظهر الأسف عليه.

واتَّفق بعد ذلك أن ابن السُّنينيرة الشاعر (١) حضر ومعه قصيدة ينشدها للظاهر، فوجد الشريف تاج العُلا في الدّهليز، وهو يقصد الدخول ليعظ، قال: فبادر وكتب إلى الظاهر بقوله: شعر

العبد قد وافى لينشد مدحةً … بُنِيَت قواعدها على التخفيف

وأخاف من تاج العُلا تطويله … ليلًا فألحق ملحق ابن خروف

وأورد أبو البحر إدريس في كتابه "زاد المسافر" (٢)، من شعر ابن خروف قوله: شعر

ومُنوَّع الحركات يلعب بالنُّهى … لبس المحاسن عند خلع لباسه

متأوِّدٌ كالغصن بين رياضةٍ … متلاعبٌ كالظبي عند كناسه

بالعقل يلعب مقبلًا أو مدبرًا … كالدّهر يلعب كيف شاء بناسه

ويضمُّ للقدمين منه رأسه … كالسيف ضمَّ ذبابه لرياسه

قال ابن سعيد: وأنشدني له شيخنا الأعلم أبو إسحاق البطليوسي قوله: شعر


(١) هو أبو المظفر عبد الرحمن بن محمد بن محمد الواسطي الشاعر، كان عسر الأخلاق صعب الممارسة كثير الدعاوي، مات سنة ٦٢٦ هـ. الوافي بالوفيات: (١٨/ ١٥٦ - ١٥٧).
(٢) لم نقف على الأبيات في المطبوع من زاد المسافر.

<<  <  ج: ص:  >  >>