لا والذي يجمع الشمل الشتيت بكم … كما أحب ولو يومًا من العمر
ما عادلت فرصي في حبّكم غصصي … ولا وفي صفو ذاك العيش بالكدر
فإن ظفرت بقرب من جنابكم … وعادَ لي بعض ما قضَّيت من وطر
غفرت ذنب الليالي وهي عالمة … بأنه عند غيري غير مغتفر
وحق تقبيل أقدام البشير بكم … وتلك أحلى يمين عند منتظر
ما كنت أهوي حياتي بعد بُعْدكم … لولا الرجاء ولولا حسن مصطبر
أشكو إلى نهر عيسى ما أكابده … وما شكا عاشقٌ قبلي إلى نهر
أصبو إليك وعندي منك نار هوىً … أخاف منها على أفنانك الخضر
أفنيت دمعي وأفنى ماءه أسفًا … يوم النَّوى فتوافينا على قدر
يا نهر عيسى وكم لي فيك من شجن … يأوي إلى ما على شطّيك من شجر
ما كنتُ أدري وليلي كله سحر … أنى أصير إلى ليل بلا سحر
بلى علمت ولكن قصَّرت حيلي … عن حفظ ما سلبت مني يد القدر
يا قلب لا تستعر يومًا بنار هوىً … ومن أعارك حسن الصبر فاصطبر
وإن فقدت حبيبا فاتخذ بدلًا … فالأرض ملأى من الأرام والعُقُر
وعش مع الناس في أمنٍ وفي دعةٍ … في دولة النيرين الشمس والقمر
وامتدح الصاحب ابن الفخر الإربلي، فلم يجزه، فكتب إليه بقصيدة، أنشدنيها عن ناظمها المذكور عبد القادر بن أحمد البغدادي، التي أولها قوله:
مدحتك مدحًا لو مدحتُ ببعضه … جهامًا أتاني وابلٌ منه أو طلُّ
فما جُدْتَ إلا بالمواعيد والمنى … وها أنت لا منع لديك ولا بذل