أنا أسلمت إليها مهجتي … فاستباحت في الهوى من أسلما
كلما قلتُ دنا منها الرِّضى … جرَّدت سيف صدودٍ كلما
قل ما أبقى وقد صِرت بها … من نحول الجسم أحكي قلما
وله:
يا أهل نجد وجودي بعدكم عدمُ … عمرٌ يُذمُّ وعيش كله ندم
نأيتمُ فسلونى بعدَ بعدكمُ … مستسلمٌ للأسى والصبر منهزم
بنتم فلا أنتم نحوي فأنظركم … ولا الخيال الذي يسري به الحلم
وأقسمت مقلتي لا مسَّها وسنٌ … فقال دمعي وفي جريي جرى القسم
لي هجركم ولغيري صفوُ وصلكم … والهجر والوصل في شرع الهوى قسم
أثاركم في ثراكم أثرت حرقًا … بين الضلوع فجمر الوجد مضطرم
أطوف فيها وأستملي حديثكم … من ضُجْعِها وتسمِّيكم فأستلم
ما أنصف البرق لما شمت بارقه … من ربعكم أنا أبكي وهو يبتسم
تراه أبصركم دوني فأطربَه … مرآكم فدموعي منه تنسجم
سقيت ربعكم من أدمعي فرقًا … من أن تسابقني في سقيها الدّيم
كيف انتصافي من خودٍ محجَّبة … تسطو على الصبِّ وهي الخصم والحكم
لقيتها في منىً وهي المنى أمما … ومشهد الخيف قد حفَّت به الأمم
ما بالها ألفت لا كلما سألت … نفسي الوصال أما يعنو لها نعم
فقلت أين المواعيد التي سلفت … والعهد أجدر أن ترعى له الذمم