قفوا في رُبا نجدٍ ففي الحي مرباه … وغنُّوه إن أبصرتم ثَمّ مغناهُ
أما هذه نجدٌ أما ذلك الحمى … فهل عميت عيناه أم صُمَّ أذناه
متى ما رأى ظلّ الأراك وماءه … فإنَّ خطاه دون أن يتخطّاه
دعوه يوفِّى تربَه بالتّثامة … دويْن هواه قبل أن يتوفاه
ولا تسألوه سلوة فمن العنا … رياضةُ من قد شاب في الحبّ فوداه
أيحسب من أصلى فؤادي بهجره … بأني أسلو عنه حاشاه حاشاه
متى غدر الصب الكئيب وفَى له … وإن أتلف القلب الحزين تلافاه
وإن سألوا عن داره داره الحشى … وإن طلبوا مثواه فالقلب مثواه
وإن ذكروا مغناه أو صرَّحوا به … فإن مُعنَّاه أحقُّ بمغْناه
فيا سابقًا ركب الغرام لقصده … أكل أذىً في الحبِّ يغشاه تخشاه
أرحها فقد ذابت من الشوق والسُّرى … ولم يبق إلا عظمها أو بقاياه
وعرِّج على وادي العقيق لعلَّني … أُسائل عمن كان بالأمس مأواه
ويا منيتي عرج على الخيف من مِنىً … وأما النَّقا من لي بأنيَ ألقاه
وقل لليالٍ قد سلفن بعيشةٍ … وعيشٍ على رغم العذول قطعناه
هل العود أرجوه أم العمر ينقضي … فأقيم ولا أقضي الذي أتمّناه
وقوله أيضًا: شعر
لست أشكو لهواها ألمًا … إن أباحت لفمي ذاك اللَّمى
ما عليها وهي عندي قبلةٌ … لو دنا منها فمي واستلما