للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

باحثتُ صاحب هذا الكتاب ونعته، وقال: فوجدته يطلق عليه اسم الفاضل استحقاقًا، وناهيك به من عالم متضلع، ومحتاط في ما يكتبه أو يقوله، متورع، وهو حقيق بكل وصف جميل، وجدير بكل ثناء جزيل.

رحل إليه الطلبة من الأقطار، وأتوا لفوائده من كل النواحي والأمصار، وصار مجلسه تنتمي إليه الأفاضل وترتمي عليه الأماثل.

رحلتُ إليه من أمد بعيد، وقصدته من أعلى الصعيد، ولازمته سنين، أقرأ عليه ما يفيد، وآخذ عنه وأستفيد، وكان مشفقًا عليَّ ومحسنًا إليَّ، فجزاه الله عني خير الجزاء، وجعل جزاءه في الآخرة من أوفر الجزاء.

درَّس بدمشق بالمدرسة الإقبالية، ثم تولى بالقاهرة المدرسة الشريفية، ومشيخة الخانقاه الصلاحية.

وصنف تصانيف منها: "شرح الحاوي الصغير" (١)، شرحه شرحًا جيدًا، واختصر "منهاج الحليمي"، وسماه: "الابتهاج في اختصار المنهاج" (٢)، وشرح كتابًا في التصوف سماه: "حسن التصرف في شرح التعرف" (٣)، واختصر المعالم في الأصول، وله نظم ونثر.

وما زال بالقاهرة ملازمًا لعلم يفيده وخير يبديه ويعيده، إلى أن تولى قضاء القضاة بالشام فتوجه إليه، وخرج الناس باكون عليه سائرون بين يديه، وذهبت تلك الفوائد بذهابه، وغابت تلك العوائد بغيابه، وتشتت شمل الاجتماع، وفُقِدت تلك اللطائف التي كانت تمر على الأسماع.


(١) حقق الكتاب في رسائل ماجستير بالجامعة الإسلامية بالسعودية من سنة ١٤٢٠ هـ إلى ١٤٢٥ هـ.
(٢) منه نسخة بمكتبة شستربيتي بإيرلندا رقم ٣٠٨١، ونسخة بالمكتبة الأزهرية في القاهرة رقم ٣٢٧١.
(٣) شرح فيه كتاب: التعرف لمذهب أهل التصوف لأبي بكر الكلاباذي (ت ٣٨٠ هـ)، وله عدة نسخ خطية، منها نسخة فيينا بالنمسا رقم ١٨٨٨، ومكتبة الدولة ببرلين رقم ١٢٠٢، ومكتبة الفاتح بإستنبول رقم ٢٦٦٠، وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>