للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والعارض الصيب، أو الكلام فابن فورك وابن الطيب، أو الجدل والخلاف فالنسفي والعميدي (١) يسلِّمان له فيه، أو المنطق فالخونجي والأبهري يتلقياه مِن فيه.

هذا مع عقل وافرٍ، وثوب يلبسه مما حرم الله طاهر، ونسك باهر، ودين ظاهر.

أقام بالقاهرة قريبًا من ثلاثين سنة، يلقي دروسًا تُحيي قلوبًا، وتسُرُّ نفوسًا، وتدير من العوارف على أهل المعارف كؤوسًا.

وقد جمع إلى ما منحه الله من الفضائل الأخلاق الرضية، والسيرة المرضية، والملازمة للتلاوة والذكر، والاشتغال بالنظر في العلوم والفكر، إذا طلع الفجر خرج من مسكنه للصلاة بسكون ووقار، ثم يستمر في إفادة الطلبة إلى منتصف النهار، ثم من بعد الظهر إلى وقت العصر في شفاعة يشفعها، أو مَضَرَّة يدفعها، أو سلام على قادم، أو عيادة إلى أن يتوجه للخانقاه للذكر والعبادة، قد قطع دون ذلك العلائق، فلم يُعِقه عن القيام بهذه الوظائف عائق، والتيسير للأعمال الصالحة شاهدٌ لصاحبه بالسعادة الأبدية، وقاض له بالنعمة الأخروية.

سمع الحديث من إبراهيم بن عنتر المعروف بالمارداني، وأبي العباس أحمد بن عبد الله اليونيني، ومن أبي العباس أحمد بن عبد الواحد بن الزملكاني، وأبي الفضل أحمد بن هبة الله بن عساكر، وإسماعيل بن عثمان ابن المعلم، وأبي الخير سلامة بن سالم الجعبري، وعبد الله بن محمد الرصافي، وأبي حفص عمر بن القواس، وبمصر من الأبرقوهي، وابن الصوّاف، وابن القيم، ومن الحافظ عبد المؤمن الدمياطي، وقاضي القضاة أبي الفتح محمد بن علي بن وهب القشيري، ولازمه زمنًا طويلًا، وكتب له بخطه مع تحرِّيه، وضبطه على "مختصر ابن الحاجب"، على النسخة التي هي ملكه:


(١) هو أبو حامد محمد بن محمد بن محمد العميدي السمرقندي الحنفي، الفقيه الأصولي، من تصانيفه: كتاب الإرشاد في الخلاف والجدل، مات سنة ٦١٥ هـ. وفيات الأعيان: (٤/ ٢٥٧ - ٢٥٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>