كان عالمًا، أديبًا شاعرًا، بارعًا في النظم، مَدَح الملوك والوزراء والأعيان.
ذكره العماد في "الخريدة"، وبالغ في الثناء على فضله (١).
وله "ديوان" شعر دالٌّ على نُبله، وله في الأدب باع وساع وغررٌ، أبرزتها كثرة الموادِّ وقوة الطباع، وها أنا أثبت من نظمه ما يسرُّ الصَّديق الودود، ويسخن عين الكاشح الحسود، فمن ذلك قصيدته التي مدح بها الصّالح ابن رُزِّيك التي أولها قوله: شعر
إليك فما أصغي إلى عذل عاذلي … وقَدْكَ فما لي من جوى الحب شاغلي
فليس يفيد اللوم عند متيَّم … غريم غرام ذاهب اللب ذاهل
وأضيعُ شيء في الهوى نصح قائل … ملحٍّ على من قلبه غير قابل
فأقلل فعذري في عذار بنفسج … وفي نرجس أضحى بعينيه ذابل
وبي رشا زرَّت غلائله على … قضيب لجين مائد القلب مائل
أسكرُ شمولٍ أم شمالٌ ذعرته … لها ماس أم هزَّته حسن شمائل
أيَسْطُو غزالٌ واهن البطش والقوى … بليث عرين صادق البأس باسل
إذا ما رنا أضحى فتور جفونه … عقالًا لربات الخدور العقائل
وما بلبل الصُّدغين فوق مورّد … من الخد إلا كيْ يُهيج بلا بِلي
فرفقًا بقلبٍ أنت مستوطنٌ له … وجسمٍ سقيمٍ شاحبِ اللون ناحل
فداك الرزايا كل غيداء غادة … وأغيد خالٍ بالمحاسن عاطل
(١) انظر خريدة القصر (مصر): (١٢/ ١٦٥ - ١٨٥).