وذكر منها أن عبد المؤمن التفت إلى جماعة هناك عليهم زيٌّ عراقي، وقال: إيه، قال: فزمزموا مجتمعين بهذا الشعر:
ألا إن لي قلبًا متى ذكر الحمى … يميل به داعي الهوى كل ميله
دعوني إذا هب النسيم من الحمى … أمرِّغ خدي في مساحب ذيله
وإني لأرجو أن يعود وصاله … وأخشى فوات العمر من قبل نيله
قال: ثم التفت إلى جماعة أخرى عليهم زيٌّ عراقي، وقال: إيه يا بطائحية، فزمزموا، ثم التفت إلى جماعة أخرى، فزمزموا، ثم صاح: يا ناجية، فغنت جارية من خلف سِتَارة بهذا الشعر:
يا من لعبت به الشمول … ما ألطف هذه الشمائل
نشوان يهزه دلال … كالغصن مع النسيم مائل
ها عبدك واقف ذليل … بالباب يمد كف سائل
لا يمكنه الكلام لكن … قد حمل طرفه الرسائل
ما أطيب وقتنا وأهنا … والعاذل غائب وغافل
عشقٌ ومسرةٌ وخمرٌ … والعقل ببعض ذاك زائل
والورد على الخدود غضٌّ … والنرجس في الجفون ذابل
ثم قال: العادة يا كمالية، فغنت أخرى بالجَنَك العجمي، وقلّبت الدار بعلو صوتها، وجلبت أوتار المضراب الكبير وهي تغني بهذا الشعر، وتقول:
غصن يلوح علي تثني قده … من نور أهل البيت طالع سعده