للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وذكر منها أن عبد المؤمن التفت إلى جماعة هناك عليهم زيٌّ عراقي، وقال: إيه، قال: فزمزموا مجتمعين بهذا الشعر:

ألا إن لي قلبًا متى ذكر الحمى … يميل به داعي الهوى كل ميله

دعوني إذا هب النسيم من الحمى … أمرِّغ خدي في مساحب ذيله

وإني لأرجو أن يعود وصاله … وأخشى فوات العمر من قبل نيله

قال: ثم التفت إلى جماعة أخرى عليهم زيٌّ عراقي، وقال: إيه يا بطائحية، فزمزموا، ثم التفت إلى جماعة أخرى، فزمزموا، ثم صاح: يا ناجية، فغنت جارية من خلف سِتَارة بهذا الشعر:

يا من لعبت به الشمول … ما ألطف هذه الشمائل

نشوان يهزه دلال … كالغصن مع النسيم مائل

ها عبدك واقف ذليل … بالباب يمد كف سائل

لا يمكنه الكلام لكن … قد حمل طرفه الرسائل

ما أطيب وقتنا وأهنا … والعاذل غائب وغافل

عشقٌ ومسرةٌ وخمرٌ … والعقل ببعض ذاك زائل

والورد على الخدود غضٌّ … والنرجس في الجفون ذابل

ثم قال: العادة يا كمالية، فغنت أخرى بالجَنَك العجمي، وقلّبت الدار بعلو صوتها، وجلبت أوتار المضراب الكبير وهي تغني بهذا الشعر، وتقول:

غصن يلوح علي تثني قده … من نور أهل البيت طالع سعده

<<  <  ج: ص:  >  >>