للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

سمع الحديث من جماعة كثيرة، وتفقه بأبيه، ثم لما توفي والده، قرأ على إمام الحرمين ولازمه، حتى حصَّل الفقه والخلاف والأصول، وحضر عند الشيخ أبي إسحاق الشيرازي، ولما قدم بغداد نصر مذهب الأشعري، ووقع بينه وبين الحنابلة.

وكان لطيفًا خفيف الرّوح.

وصنَّف "تفسيرًا" على طريقة الصوفية.

وله نظم جيد منه قوله: شعر

أستودع الله من ودَّعتها سحرًا … وأودعت قلبي الأحزان والفكرا

قالت وقد أبصرت دمعي يفيضُ دمًا … والعين باكية ما ملَّت النظرا

فضحتنا أيها الباكي بدمعك ذا … وقد تهتك للواشين ما استترا

فقلت لا تصرفوني عن رِكَابكم … واستصحبوني لكي أقضي بكم وطرا

أسقي ركابكمُ دمعي إذا عطشت … وأقدح النار من قلبي لكم شررا

قالوا وما ضرَّنا لو كنت تصحبنا … لو لم تكن علمًا في الحب مشتهرا

وله أيضًا شعر:

لياليَ وصل قد مضين كأنها … لآليْ عقود في نحور الكواعب

وأيام هجر أعقبتها كأنها … بياضُ مشيب في سواد الذوائب

وكان إمام الحرمين يعتدُّ به، ويستفرغ أكثر أيامه معه، مستفيدًا منه بعض المسائل الحسابية، والفرائض، والدور، والوصايا.

وكان له مجلس للوعظ والتذكير، يحضره العلماء والجم الغفير، وقلَّ ما يخلو مجلسه من أن يُسلم فيه أحدٌ من أهل الذمة، وحجّ مرتين.

<<  <  ج: ص:  >  >>