كَأنَّ الخَالَ في وَجَنَاتِ مُوسَى … سَوادُ العَتْبِ في نُورِ الوِدَادِ
وَخَطَّ بِصُدغِه للحُسْنِ نُونًا … فَنُقطَةُ خَدّه بَعْضُ المدَادِ
لَوَاحِظُه محُيّرَةٌ وَلَكِن … بِهَا اهْتَدَت الشُّجُونُ إلى فُؤَادِي
وقال فيه أيضًا:
صُعِقْتُ وَقَد نَاجَيتُ موسَى بِخَاطِري … فَأصبَحَ طَورُ الصَّبرِ من هَجْرِه دَكَا
وَقَالوا اسْلُ عَنهُ أو تَبدَّل بِه هَوىً … أبَعْدَ الهوى أبْغِي الجُحُودَ أو الشِّركَا
أنِفتُ لِذَاك الحُسنِ أن يَهجُرَ الحُلَى … فَنظَّمتُ مِن شِعرِي وَمِن أدْمعِي سِلكَا
جَلَا الجالُ في كَافُور خَدِّكِ مِسْكَه … فَنَمَّ بأشْوَاقِي مُنَمنِمُها الأذكَى
فَجُد لي بمسْكِ الخالِ يَا ظَبْي إنَّنِي … عَهِدتُ ظِبَاءَ المِسْك لَا تمسِّك المِسْكَا
وله فيه:
لاموا فلما لاح موضع صبوتي … قالوا لقد جئت الهدى من بابه
شرقت بدمعي وجنتي شوقًا إلى … ذي وجنةٍ شرقت بماء شبابه
حلو الكلام كأنما ألفاظه … يشربن عند النطق شهد رضابه
بالله يا موسى لقد لذَّ الهوى … أجهز ولا تبق الجريح لما به
هاروت أودع في لحاظك سحره … فأصاب قلبي منك مثل عذابه
صَحَّحت يأسي من وصالك مثلَ ما … قد صحَّ يأس الحرف من إعرابه
وهَوَى بعد موسى شابًا اسمه محمد، فسُئِل عن تركه موسى، فقال ما أنشدنا شيخنا