إذا ذكرتها النفس حنت لذكرها … وإن مثلتها العين حنت لرؤياها
فلا برحت يستعبد الحرّ حسنها … ويستخدم الألفاظ الطاف معناها
وله:
بادر إلى اللذات في أزمانها … واركض خيول اللهو في ميدانها
واستقبل الدنيا بصدرٍ واسعٍ … ما أوسعت لك في رحيب مكانها
جاءتك أيام الربيع فمرحبًا … بقدومها وبحسن فعل زمانها
فألذُّ ما دارت كؤوس مبرَّةٍ … بمسرَّةٍ في وقتها ومكانها
وبدت لك الدنيا تدل بحسنها … وبهائها وتميس في أردانها
أرأيت أبهى من بدائع نورها … في الروض طالعةً على غدرانها
أسمعت أشجى من غناء طيورها … لحنًا إذا عكفت على أغصانها
يا صاح ما لك لا تزال مولهًا … تعطي الصبابة منك فضل عنانها
ما للرياض إلى دموعك حاجة … قد ناب صوب الغيث عن هملانها
هل ذكَّرتك علامة لشقيقها … أم هيجتك إشارة في بانها
أم حركت منك البلابل ساكنا … بحنين ما رجعن من ألحانها
ما ذاك إلا أن في الأحباب ما … أجرى لك العبرات من ألوانها
فذكرت ألوان الخدود بنورها … وسوالف الأغصان من ريحانها
وكذا المحاسن لا تكون محاسنًا … إلا إذا جليت على أقرانها