لبسنا بها عيشًا رقيقًا رداؤه … ونلنا بها من صفوة اللهو أعلاها
ولم يبق فيها للمسرات بقعةٌ … يفرَّجُ فيها القلب إلا نزلناها
وكم ليلة نادمت بدر تمامها … تقضَّت وما أبقت لنا غير ذكراها
فآهًا على ذاك الزمان وطيبه … وقولي له من بعده أبدًا آها
فيا صاحبي أما حملت تحيةً … إلى دار أحباب لنا طاب مغناها
وقل ذلك الوجد المبرِّح فائتٌ … وحرمة أيام الهوى ما أضعناها
فإن كانت الأيام أنست عهودنا … فلسنا على طول المدى نتناساها
سلام على تلك المحاسن إنها … محط صبابات النفوس ومأواها
رعى الله أيامًا تقضّت بقربها … فما كان أحلاها لدينا وأمراها
ليالي لا أنفك في عرصاتها … أنادم بدرًا أو أعاتب تيّاها
فمن مترفٍ يستملك الُّلبَّ حسنه … وغانية تستملك القلب عيناها
إذا عدم الورد الجنيُّ أراك ما … يفوق على الورد المورِّد خدَّاها
وإن غاب نور البدر في فلك الدّجى … أضاء كنور الصبح نور محيّاها
[أحن إليها ثم أخشى رقيبها … فما زلت أغشاها بوجدي وأخشاها
وإن لم يرد طيب الخمور وفعلها … أقمت مقام الكأس من فعلها فاها
ومن أين للصهباء شمس مضيئة … يعاطيك محياها رحيق ثناياها
رعى الله عني عصبة قمرية … فلم تجر خلق في الملاحة مجراها