وكان يشفى غليلا من عليل أسىً … لو أن طيف الحبيب العامري سرى
وسائلٍ عن غرام قد عزمت به … وعبرة صيَّرتني في الهوى عبرا
خُذ من حديث غرامي ما تشاهده … ولا تسل عن حديث الدمع كيف جرى
في غادة صيرت قلبي أسير أسى … مكابدًا للهوى العذري ما غدِرَا
غراءَ تخجل منها الشمس إن برزت … وقامة الغصن لكن أثمرت قمرا
تبدي التغضُّب دلًّا وهي راضية … يا حسن أنسيَّةٍ كالظبي إذْ نفرا
تلين لفظًا وتبدي ما يناقضه … وتفعل الذنب أغضى عنه معتذرَا
أما وَزوْرتَها والدَّجنُ يسترها … والحلي يفضحها والطيب قد شهرا
والبدر يحسدها والنجم يرقبها … والليل رقَّت حواشيه وقد قطرا
وما بتلك الحلى من حُليها قلقًا … وما بقامتها من ردفها ضجرا
لولا التظلم من أجفان مقلتها … لم ألق للظلم في أيامكم أثرا
وأنشدني أبو الحسن علي بن إبراهيم الجزري، أنشدنا شعيب لنفسه:
يا ماطلين لقد كلَّت حروف إلى … ولن يطيق فؤادي فوق ما احتملا
تداركوا قبل أن يُقضى محبكم … وربما ندم الجاني إذا قتلا
تزايد الداء عمَّا تعهدون به … وحالَ جثمانه أمَّا هواه فلا
وأنشدني له أيضًا قوله: شعر
رعى الله أيام الشبيبة أنَّها … يروق بها صفو الهوى ويطيب
زمان ذنوبي فيه يغفرها الصبا … ولي من وصال الغانيات نصيب