واجتمعت أنا به كثيرًا ولم أسمع منه.
أنشدنا الشيخ أثير الدين، أنشدني شعيب بن [محمد] (١) لنفسه، قوله: شعر
هزُّوا الغصون معاطفًا وقدودا … وجلوا من الورد الجنيِّ خدودا
وتقلَّدوا فترى النحور مباسمًا … وتبسَّموا فترى الثغور عقودا
وغدا الجمال بأسره في أسرهم … فتقاسموه طارفًا وتليدا
فإذا وردن أهلَّةً وإذا سرحن … جآذرًا وإذا حملن أسودَا
وإذا لووْا زرد العذار على النّقا … جعلوا اللَّوى فوق العقيق زرودا
رحلوا عن الوادي فما لنسيمه … أرجٌ ولم أر في رباه الغيدا
وذوت غصون البان فيه فلم تمس … طربًا ولم اسمع به تغريدًا
فكأنما هم بانه وغصونه … وَظِبا رُبَاه وظله ممدودا
نصبوا على ماء العذيب خيامهم … فلأجلهم عذب العُذيب ورودَا
وتحمَّلتْ ريحُ الصَّبا من عرفهم … مِسكًا يضوع به النَّسيم وعودا
وأنشدنا أيضًا قال: أنشدنا شعيب لنفسه أيضًا، قوله:
سلوا نسيم الصبا عن لوعتي خبرا … واستخبروا البرق إن وافاكم سحرَا
يحكي خفوق فؤاد في تألقه … كما حكى ثغر سلمى باسمًا دررا
يا جيرتي لو أجرتم من صدودكم … ما رُحت منكم طليق الدمع في الأسرا
لو أنّ طيفكم كالضيف زار لما … شكا عليلكم التعذيب والسَّهرا
(١) في الأصل: شعيب بن شعيب، والمثبت هو الصواب.