للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وإذا نظرت إلى الزمان وأهله … لم تلف إلا سالكًا ومضيقا

فانفض يديك من الأنام فقلَّ ما … يجد الكريم من اللئيم صديقا

وانظر لنفسك قبل رحلة ظاعن … جعل الفناء إلى البقاء طريقا

وبالغ أبو الحسن علي ابن سعيد في تعظيمه وتبجيله والثناء عليه.

قال: وقال أبو عمران ابن سعيد: مرض سهل في أيام عبد الواحد المخلوع بغرناطة، فكلف وزيره بعيادته، فأبى ذلك، ثم سأله ذلك فاعتذر، فركب عبد الواحد إليه بنفسه، فمدحه سهل بقصيدة منها هذه الأبيات، أولها قوله: شعر

نظرت بعيني ملء عيني وهمّتي … وقلت لنفسي دونك الغيث فاستسقي

وقبّلت كفًا دونها واكفُ الحيا … وقابلت بِشْرًا دونه خطفة البرق

وألثمت خدي من مواطئ نعله … مواضع آثار السعادة والرزق

وألزمت نفسي شكرها ما ترنَّمت … على الأيكة الغنَّاء صادحة الورق

قال: وكان سهل كثير التواضع، ولا يرد نادرة، فكان يوما عند والي غرناطة، فدخل القائد أبو محمد ابن سعيد المعروف باليربطول، وكان وجهه غير مقبول، فدنا من الوالي ليحدثه، وردَّ ظهره إلى ابن سهل وقال: لك المعذرة فقال المعذرة للوالي.

قال: ومرت له سنون وهو في غاية الأمنية إلى أن أتته المنية.

قال: ومن نظمه مرثية، قوله:

وعد الإله فأُنْجِزَ المقدار … فالكل عبد والبسيطة دار

قل ما تشاء كما تريد فإنما … يجري القضاء بكل ما يختار

<<  <  ج: ص:  >  >>