وترجمه أبو الحسن ابن سعيد فقال: لو لم تأت غرناطة إلا بهذا الجليل المقدار لكان حسبها في الشرف والفخار، برع في العلوم الحديثة والقديمة، وبنى له في بلده أعظم أرومة، واكتسب العزَّ والمال، وبلغ في نظرائه مبلغ الكمال، وله في المشاهد حكايات مشهورة ومقامات مذكورة، وله على الملوك وفادات.
وكان أبو عبد الله ابن عياش إذا جرى ذكره يقول: هو رجل الأندلس ما وفد على الحضرة مثله، وقال فيه: شعر
إنما سهل جنابٌ … صعب المرقى إليه
يا له شخصًا كريمًا … أجمع الناس عليه
وله عندي ودادٌ … مثل ما أزري لديه
فلما بلغ ذلك سهل، كتب إليه: شعر
ألا قدس الله المكان الذي ثوى … به ذو المعالي صاحب العلم الأعلا
وما كنتُ أهلًا للذي قد أنالني … ولكنَّ صدق الودّ صيَّرني أهلا
وامتحن محنة جرتها إليه المنافسة، فغُرِّب، ثم رُدَّ إلى بلده بعد موت محمد بن يوسف ابن هود (١).
وقال ابن مَسْدِي: طُلِب ابن سهل لكتابة الإنشاء في الدولة المؤمنية، فاعتذر بالتصامم، واستمر على إظهاره، قال: وأنشدني لنفسه: شعر
تجري الهموم على العموم مطيفة … بالكل منا لا تخص فريقا