وإن عابه حساده شرقًا به … فلن تعدم الحساد أمًّا لدائم
فيا أيها المخدوم عالٍ محله … فذلك من ساداتنا كل خادم
ويا أيها المختوم بالفوز سعيه … ألا إنما الأعمال حُسن الخواتم
هنيئا لك الحسنى من الله إنها … لكل تقي خيمه غير خائم
تبوأت جنات النعيم ولم تزل … نزيل الثريا قبلها والنعائم
ولم تالُ عيشًا راضيًا أو شهادة … ترى ما عداها في عداد المآثم
لعمرك ما يبلى بلاؤك في العدى … وقد جرَّت الأبطال ذيل العزائم
وتالله لا ينسى مقامك في الوغى … سوى جاحد نور الغزالة كاتم
لقيت الردى جذلان في الروع باسمًا … فبوركت من جذلانَ في الرّوع باسم
وحُمتَ على الفردوس حتى وردته … ففزت بأشتات المنى فوز غانم
أجدُّك لا تثني عنانًا لأوبةٍ … أداوي بها برح الغليل المداوم
ولا أنت بعد اليوم واعد هبّة … من النوم تحدو لي إلى حال حالم
لسَرْعَان ما قوَّضت رحلك ظاعنًا … وسرت على غير النواحي البواسم
وخلفت من يرجو دفاعك يائسًا … من النصر أثناء الخطوب الصوائم
كأنيَ للأشجان فوق هواجر … بما عادني من عاديات سواجم
عدمتك موجودًا يعز نظيره … فيا عزَّ معدوم ويا هون عادم
ورمتك مطلوبًا فأعيا مثاله … وكيف بما أعيا منالًا لرائم