الحمد لله الأول فلا يَسبق وجوده عدم، الآخرُ فكل شيء هالك إلا وجهه، جرى بهلاكهم القلم، أوجدَ خلقه، ثم يميتهم، ثم يحييهم، فسبحان محيي الرمم وباعث الأمم، أشقى وأسعد، والشقاء والسعادة من القِدَم، وقضى على العباد بالفناء، فلا رادّ لحكمه ولا مُعَقّب لما حَكَم، أحمده على ما أولى من النّعم، وأشكُره على ما مَنَح من النِّعم.
وأُصَلّي على نبيّه الموصوف بمحاسن الشيم، ورسوله المشرَّف بالحياء والكرم، صلى الله عليه ما لاح بارقٌ ونَطق ناطقٌ وسبّح له، وعلى آله وأصحابه الذين لهم في الفضل سابقة قدم، وفي التقوى رسوخ قدم، وفي العلم علم أوضح للسارين من علم.
وبعد، فالأدب جليسٌ لطيف، تنشرح به الصّدور وتسرّ النفوس، ونوعٌ ظريف تتزين به المحافل، وتتطرز الطروس، وفنٌّ خفيف يُتلقَّى بالأيدي فيحمل على الرؤوس، وعلمٌ ظريف تحيا به المعالم بعد الدروس، يؤنس في الغربة، ويميل إليه الرئيس والمرؤوس.
ولله درّ أبي إسحاق إبراهيم بن محمد البَيْهَقي ﵁(١)، حيث قال فأحسن في المقال: