للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وذلك طبعي قبل أن يصدع النّوى … فمذ صدعَت سُدَّتْ عليّ مذاهبي

يغرّ أصيحابي ثباتي على النّوى … وما عندهم أني مقيم كذاهب

وكل مهولات الزمان خبرتها … وقايستها للبين دون التقارب

فلا وجد إلا ما تؤثله النّوى … ولا شرفٌ إلا اجتناب المثالب

مقامي من بعد الأخلاء جفوة … ولا سيّما كون الحسود مناصبي

سأطلب وصلًا أو أموت بحسرة … فيحمدني بعد المذمة عاتبي

أروم نهوضًا نحوكم فتصدني … سباسب ما بين الغوير وعاطب

سباسب لا ينجو الظليم إذا رمى … محارمها من كل أغبر شاحب

سقى الله مغنى من شقيت لبينهم … من الوابل الوسميّ أعذبَ صائب

وقفت به أذري دموعًا كأنما … تحدّر سحًا من جفون السّحائب

وكم لي به من أوبة بعد وقفة … يرقّ بها لي كل ماش وراكب

يقولون صبرًا علَّ ذا البين ينقضي … فيسعد مشتاق بأوبة آيب

وكيف أطيق الصّبر والدّار بعده … معطلة يستامها كل غاصب

لعمري ما صبري مفيدي راحة … ولكنه للبين ضربة لازب

سهام الرزايا دهرها ترشق الورى … وحملتها ما بين مخطٍ وصائب

يزيد غرامي كلما هبّت الصبا … وأصبوا إليكم يا منى كل طالب

قال: وكان أهل بعلبكّ يتهمون أبا محمد هذا بالرّفض، فأخبرني أنه رأى في المنام كأن الحاجب عطاء في الميدان الأخضر، وحوله من جرت العادة به، وهو من جملة الناس،

<<  <  ج: ص:  >  >>