وذلك طبعي قبل أن يصدع النّوى … فمذ صدعَت سُدَّتْ عليّ مذاهبي
يغرّ أصيحابي ثباتي على النّوى … وما عندهم أني مقيم كذاهب
وكل مهولات الزمان خبرتها … وقايستها للبين دون التقارب
فلا وجد إلا ما تؤثله النّوى … ولا شرفٌ إلا اجتناب المثالب
مقامي من بعد الأخلاء جفوة … ولا سيّما كون الحسود مناصبي
سأطلب وصلًا أو أموت بحسرة … فيحمدني بعد المذمة عاتبي
أروم نهوضًا نحوكم فتصدني … سباسب ما بين الغوير وعاطب
سباسب لا ينجو الظليم إذا رمى … محارمها من كل أغبر شاحب
سقى الله مغنى من شقيت لبينهم … من الوابل الوسميّ أعذبَ صائب
وقفت به أذري دموعًا كأنما … تحدّر سحًا من جفون السّحائب
وكم لي به من أوبة بعد وقفة … يرقّ بها لي كل ماش وراكب
يقولون صبرًا علَّ ذا البين ينقضي … فيسعد مشتاق بأوبة آيب
وكيف أطيق الصّبر والدّار بعده … معطلة يستامها كل غاصب
لعمري ما صبري مفيدي راحة … ولكنه للبين ضربة لازب
سهام الرزايا دهرها ترشق الورى … وحملتها ما بين مخطٍ وصائب
يزيد غرامي كلما هبّت الصبا … وأصبوا إليكم يا منى كل طالب
قال: وكان أهل بعلبكّ يتهمون أبا محمد هذا بالرّفض، فأخبرني أنه رأى في المنام كأن الحاجب عطاء في الميدان الأخضر، وحوله من جرت العادة به، وهو من جملة الناس،