وكان في نفس قاضي القضاة تاج الدين ابن بنت الأعز منه شيء، فإن قاضي القضاة لما ولي القضاء أسقط خلائق، وكان يكتب كتب عبد الوهاب بغير زيادة، فنظم ابن باتكين أبياتًا منها: شعر
لا تعجبوا من كثرة إسقاطه … فإنه أسقط حتى أباه
فصار قاضي القضاة يكتب بعد ذلك: فلان بن فلان، وصار في نفسه منه، وخاف المحيي منه، فأمَّنَه القاضي.
وكان يهوى شابًا يسمّى بعمر ويعرف بالألف، وكان قاضي القضاة يميل إلى ذلك الشاب، وصار يرسل خلفه فلا يجده، ويسأل عن ذلك فيقال: هو عند ابن باتكين.
فحكى لي الشيخ أبو حيان قال: حكى لي ابن باتكين أن السنجاري أرسل خلفه، وقال له محيي الدين: العدالة حرفة شريفة، وبلغني أنه يلازمك شاب يقال له: الباء والجيم، قال: فقلت: مولانا، هذا الشاب يقال له الألف، ووالله الذي لا إله إلا هو هذا الشاب ما يهواني، وأنا أعشقه وأجري خلفه من مكان إلى مكان، وأتبعه من موضع إلى موضع، قال: فضحك القاضي وانفصلت منه على جميل، وصار ذلك الشابّ إذا جاءني أقول له: رح إلى القاضي.
وله حكايات ظريفة، وعلت سنه.
وأخبرني ابن القاسح الإخميمي، أنه توجّه إليه لما انقطع، فوجده بحارة الديلم وقد