للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال لي القاضي أبو الطاهر قاضي قوص: بحث مرة في درس الشيخ ضياء الدين القنائي، ففوّق له بكفيه، وقال له: رجعت لك عن إجازتي لك، وكان قد أجازه بالفتوى.

ولكن حضرت أنا عنده أيامًا، ورأيت مباحثه حسنة، وله في "شرح الوسيط" مباحث جليلة، وأشياء دقيقة.

وقال لي صاحبنا الشيخ عماد الدين الدِّمْيَاطِي: سمعه السّيف البغدادي مرّة يبحث، فقال: هذا هو الخلاف.

وصنّف تصانيف منها: "شرح التنبيه"، وأجاد فيه، وهو أحسن شروحه في ظنّي، وسمّاه "الكفاية" (١)، وشرح بعده الوسيط شرحًا كبيرًا، سمّاه "المطلب" (٢)، مشتملًا على نقول كثيرة، ووجوه، وأقوال، وطرق، ونصوص للشافعي، وتخريجات له، واعتراضات، فشهد بغزارة موادّه، وسعة علمه، وقوة فهمه، ولم يكمله، وكتاب لطيف سمّاه "النفائس في هدّ الكنائس" (٣)، صنّفه لواقعةٍ وقعت.

ودرّس بالمدرسة المعزّية، والمدرسة الطّيبرسية بمصر، ثم ترك الطيبرسية للشيخ نجم الدين البالسي بِرًّا له، وناب في الحكم بمصر مدّة.

قال لي بعض أصحابنا: سمعت أبا العبّاس أحمد بن السّديد الإسنائي، يقول للشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد: يا سيّدنا، ما بال ابن الرفعة صرفه سيدنا عن نيابة مصر؟


(١) كتاب كفاية النبيه في شرح التنبيه، حُقّق في ١٨ رسالة علمية لنيل درجة الماجستير بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، وطبع في دار الكتب العلمية ببيروت سنة ٢٠٠٩ م، بتحقيق: مجدي محمد باسلوم.
(٢) اسمه: المطلب العالي في شرح وسيط الغزالي، وحقّق في رسائل علمية لنيل درجة الماجستير بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة سنة ١٤١٩ - ١٤٢٠ هـ.
(٣) منه نسخة مخطوطة بمكتبة شستربيتي رقم (٦/ ٤٦٦٤)، ونسخة بالمكتبة الأزهرية رقم (٣٣٧٩٧٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>