للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

حكى لي القاضي أبو الطّاهر السّفطي، قال: كانت لي حاجة عند قاضي القضاة، وكنت أريد منه تولية العقود، فذكرت ذلك للفقيه، فتوجّه معي إلى القاهرة، وحضرنا درس قاضي القضاة، وبحث فيه، فصار الفقيه يبحث معي، ويقول لي: يا سيدنا زين الدين ترفّق بالملوك، ثم عرَّف قاضي القضاة بي، وتحدَّثَ معه في حاجتي، فحصلت.

قال: ولما ولي القضاء الشيخ تقي الدين القشيري، لم تكن له بي معرفة، فولّى العقود رفقتي في الحانوت، وقال عني: لا أعرفه، فعرّفه حالي، وقال له: ما يذكر سيدنا لما درّس المملوك بالمعزّية، وشرّف سيدنا المملوك بالحضور، وأورد سيدنا السؤال الفلاني، وأجاب فقيه بكذا، فاستحسن سيدنا جوابه، هو هذا، ففوض الشيخ إليه أن يولّني، فولّاني.

وحكاياته في ذلك كثيرة، وكان أولا فقيرًا مضيّقًا عليه، فباشر في الجهات الديوانية بستكلوم، فأخبرني الشيخ تقي الدين المقرئ الشهير بالصائغ، أني لمته، فذكر لي ضرورته، فقلت له: احضر درس قاضي القضاة في غد، ودرسه في المكان الفلاني، فحضر، وبحث، وأورد نظائر، فأعجَب القاضي، وقال له: الزم الدّرس، فلزمه مدة، ثم ولّاه القضاء بالواحات، فتأثل منها مالًا، ثم ولي أمانة الحكم بمصر مدة، ثم وقع بينه وبين جماعة شيء، فشهدوا عليه أنه نزل فِسْقِية المدرسة عُرْيانًا، وأسقطه نائب الحكم الفقيه العلم السَّمهودي، وتعصّب له جماعة من الأعيان، وقال قاضي القضاة إذ ذاك: إنه لم يأذن لنائبه في الإسقاط، وتلفق الحال.

وكان بعض أصحابنا يقول: إنه كثير النقل عن غير قويٍّ في البحث.

قال لي القاضي سراج الدين الأرمنتي: كنت أقول له في الدّرس: كن معنا معنى.

وقال لي شيخنا أثير الدين أبو حيان: سمعت الوجيه البهنسي يقول له في الدّرس: يا هذا كم تهذي.

<<  <  ج: ص:  >  >>