للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

سنة ثمان، وخيبر سنة سبع، وفيه شهادة سعد بن معاذ، ومات يوم بني قريظة بسهم أصابه في أكحله يوم الخندق، قبل فتح خيبر بسنتين.

ولما مرض الخطيب، وصّى بكتبه وقفًا، وفرّق ماله في وجوه البرّ.

ولما حُمِلت جنازته صُلّيَ عليه في مواضع، وكان بين يديه جماعة ينادون: هذا الذي كان يحفظ حديث رسول الله ، هذا الذي كان ينفي الكذب عن رسول الله، وممّن حمل جنازته الشيخ أبو إسحاق الشيرازي (١)، وختم على قبره ختمات.

ورُئِيت له منامات، ذكرها ابن عَسَاكِر، وابن النجّار، وغيرهما بأسانيد، وفي بعضها أنه قال: أنا في روح وريحان وجنّة نعيم.

وقال مكي بن عبد السّلام المقدسي (٢): رأيت كتابًا أو قال: كأنا جئنا نسمع من الخطيب "التاريخ"، والفقيه نصر المقدسي حاضرٌ، وشخص آخر سألت عنه، فقيل لي: هذا رسول الله، جاء يسمع التاريخ.

وذكره ابن الجوزي، وعابه بما لا عَيْب فيه، فقال: كان فيه تعصّب، لمّا ذكر أحمد، قال: تاج المحدثين، ولما ذكر الشافعي، قال: سيد الفقهاء، قال: ولما ترجم ابن بطة، ذكر الكلام فيه عن ابن برهان، وهو معتزلي، ونحو ذلك (٣).

فتأمّل كلام أبي الفرَج ترى فيه عوجًا، وابن برهان موثق معظَّم منسوب إلى عبادة وجلالة، والنقل عنه ليس ببدع.


(١) هو الإمام العالم الفقيه الزاهد أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن يوسف الشيرازي الفيروزآبادي، له تصانيف حسنة، توفي سنة ٤٧٦ هـ. تبيين كذب المفتري: (٢٧٦ - ٢٧٨)، المنتظم: (١٦/ ٢٢٨ - ٢٣١).
(٢) هو الحافظ الشهيد أبو القاسم مكي بن عبد السلام بن الحسين المقدسي الرُّمَيْلي، توفي سنة ٤٩٠ هـ. الإكمال: (٤/ ٢٢٦)، الأنساب: (٣/ ٩٣).
(٣) انظر كلام ابن الجوزي في المنتظم: (١٦/ ١٣٢ - ١٣٣)، وفيه: قال في ترجمة أحمد بن حنبل: سيّد المحدثين، وفي ترجمة الشافعي: تاج الفقهاء، فلم يذكر أحمد بالفقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>