للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

حاجة فاسألوه، فسألوه فذكر أنه يقصد أن يؤذن له في الإملاء بجامع المنصور، فأذن له، فأملى فيه (١).

ولمّا مات كان الشيخ أبو بكر الصوفي (٢) قد أعدّ لنفسه قبرًا إلى جانب بشر، وكان له مدة يمضي إليه في كل أسبوع مرّة، وينام فيه ويقرأ فيه القرآن، فجاء أصحاب الحديث إلى الصوفي، وسألوه أن يدفنوا الخطيب في القبر، فإن الخطيب وصّى أن يُدْفَن بجانب بشر، ولم يوجد غير قبر الصوفي، فامتنع من الإذن امتناعًا شديدًا، فجاء المحدثون إلى بعض الأكابر وذكروا له القصّة، فأحضر الصوفي وقال له: أنا لا أقول لك أعطهم القبر، ولكن أقول: لو كان بشر حيًا وأنت إلى جانبه، وجاء الخطيب ليقعد دونك، أكان ذلك يحسن بك، فقال: لا بل كنت أقوم وأجلسه مكاني، فقال: فهكذا ينبغي أن تكون السّاعة، فطاب قلبه وأمرهم أن يدفنوه فيه (٣).

وكان رئيس الرؤساء (٤) تقدّم أمره إلى الخطباء والوُعَّاظ أن لا يرووا حديثًا حتى يعرضوه على الخطيب، وأظهر بعض اليهود كتابًا، وادّعى أنه كتاب رسول الله بإسقاط الجزية عن أهل خيبر، فعرض على الخطيب، فتأمَّله، ثم قال: هذا مزوّر، فقيل له: ومن أين علمت ذلك؟ فقال: في هذا الكتاب شهادة معاوية، وإنما أسلم عام الفتح


(١) انظر الخبر في: تاريخ دمشق: (٥/ ٣٤)، معجم الأدباء: (١/ ٤٩٨)، تاريخ الإسلام: (٣١/ ١٠٣)، سير أعلام النبلاء: (١٨/ ٢٨٢ - ٢٨٣)، الوافي بالوفيات: (٧/ ١٢٧).
(٢) هو أبو بكر الشبلي وما زال قبره معروفًا في مقبرة أبي حنيفة إلى اليوم.
(٣) انظر الخبر في: وفيات الأعيان: (١/ ٩٣)، سير أعلام النبلاء: (١٨/ ٢٨٧)، تاريخ الإسلام: (٣١/ ١٠٧ - ١٠٨)، مرآة الجنان: (٣/ ٨٨).
(٤) هو أبو القاسم علي بن الحسن بن أحمد البغدادي، المعروف بابن المسلمة، لقب برئيس الرؤساء وشرف الوزراء وجمال الورى، قال الخطيب: كان ثقة، وكان أحد الشهود المعدلين، قتله البساسيري سنة ٤٥٠ هـ. تاريخ بغداد: (١١/ ٣٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>