المسافر" في نسخة الفاتح، وذكر "عن أنس المسافر" في نسخة الفاتيكان وهو ناسخ واحد نسخ الاثنين في تاريخ واحد، إضافة إلى كل ذلك فإن الأُدْفُوِي ذكر في مقدمة البدر السافر: "وآنس به في السفر".
وقد ارتأينا أن يكون عنوان الكتاب: "البدر السافر عن أنس المسافر"؛ لوجوده في بعض النسخ التي وصلت إلينا، ولأن مخطوطة الفاتح ومخطوطة الفاتيكان هما أقرب زمنًا إلى المؤلف، إذ نسختا في سنة تسعين وسبع مئة؛ أي بعد إحدى وأربعين سنة من وفاة المؤلف، فلعلهما نُسختا من نسخة المؤلف، فتصرَّف الناسخ في عنوان الكتاب.
وبخصوص منهج المؤلف؛ فقد صرح به في مقدمة الكتاب، فقال: "وكنتُ قد كتبت تراجم انْتَقَيْتها في أثناء الطالعة، وعلّقت أشياء انتخبتها من التواريخ المتتابعة، وجعلتها في جذاذات لأجدها عند المراجعة، ثم خشيت من فقدها فيبقى في القلب حزازات متتابعة، فعمدت إلى جمع مفترقها في هذا المجموع؛ ليحفظ وتراعى وتلحظ، وآنس به في السفر، وأحاضر به في الحضر من حضر، وأسرح الطرف في أزاهره، وأطرب السمع بما يسمع من مزاهره، وألهو به عمن لا يرضى، وسمير عن ما يفرط مني لا يغضى، وأقصر الخطى عن من يضن عليَّ، وأعز نفسي عن السير إلى من لا ينظر إليَّ، لا سيما وقد دُفعنا إلى زمن صفوه تكدّر، ودهر وجود جواد فيه عزّ أو تعذّر، وذي وفاء قلّ أو تعسّر … وقصدي في هذا التصنيف: الاقتصار على ذكر جماعة من المتأخرين، والاختصار على من كان في المئة الخامسة، وما بعدها من السنين، والاختصاص بمن عَرَف فَنًّا من الفنون، وله كرامة ترقى الأخبار بها إلى أعلى مراتب الظنون، مرتبًا له على ترتيب حروف المعجم، ليدرك المأمول منه بسهولة ويُعْلَم".
وهنا يمكننا أن نُلخِّص منهجه وفق العناصر الآتية:
- ترجم لأعيان المئة الخامسة والسادسة والسابعة والثامنة، وأكثر من ترجم لهم من أهل المئة السابعة، ورتب تراجمهم على حروف المعجم.