للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

كان من الصالحين المشهورين بالكرامات، وعُلوِّ المقامات، المعروفين.

قدم مصر، وأقام بها إلى حين وفاته، فظهرَت بركاته على من صحبه.

وتخرَّج على يده خلائقٌ، منهم الشيخ داود الأنقهني، وجماعة كثيرة.

حكى لي الخطيب بأُدْفو منتصر بن الحسن عن بعض أصحاب الشيخ أبي السعود، لما قدم الشيخ مفرّج الدماميني إلى القاهرة، ليشفع عند الملك الصالح أيوب في الفقيه نصر، فاجتمع بالسلطان، فقال الشيخ أبو السعود: مقامه مقام داود الأنقهني، إلا أنه لما اجتمع بالسلطان سبقَهُ داود.

وكان الشيخ علي والشيخ عمر ممن صحب الشيخ، ويُذكَر أن عليًا هذا بشَّر الملك المنصور قلاوون وهو جنديٌّ، أنه يحصل له الملك، فلما صار المُلْك إليه، حصلَ منه خيرٌ لهما، وللزاوية، وللفقراء بها.

وأصحابه يدَّعون أنه ليس له شيخٌ صحبه، وأنه مجذوبٌ.

قال الحافظ المنذري: سمعته يقول: ينبغي للناسك الصَّادق في سلوكه، أن يجعل كتابه قلبه.

ولما توفي دفن بالقرافة، وبُنيَ هناك رباطٌ، وصار أصحابه يجتمعون فيه يوم السبت؛ يقرؤون، ويذكرون بألحانٍ وطرائق، وتأتي الناس إليه من أماكن متباعدة.

توفي في يوم الأحد، تاسع شوال سنة أربع وأربعين وست مئة.

ومولده بباذبين (١)، وهي بباء ثاني الحروف، وألف، وذال، وباء ثاني الحروف، وياء آخر الحروف: بلدة بالقرب من واسط العراق.


(١) في الأصل: بياذبين، والتصحيح من المصادر؛ وفي معجم البلدان: (١/ ٣١٨): باذبين؛ بكسر الباء الموحدة، وياء ساكنة، ونون: قرية كبيرة كالبلدة تحت واسط، على ضفّة دجلة، منها جماعة من التجار المثرين، ومنها جماعة من رواة العلم.
والنسبة إليها: الباذبيني؛ ضبطها ابن نقطة في إكمال الإكمال: (١/ ٣٥٢) بفتح الذال المعجمة، وكسر الباء المعجمة بواحدة، وسكون الياء المعجمة من تحتها باثنتين، وكسر النون.

<<  <  ج: ص:  >  >>