أعدنا فَحمة الظلماء نارًا … براحٍ بات مُوقدها براحِ
فأشرقتِ الجهات بها وزادت … بما استرقَتْه من غُرَر المِلاح
وما زِلنا نُدير الكأس وردًا … ودرُّ الرَّوض يبسمُ عن أَقَاحِ
إلى أن شُقّ جيب الليل شوقًا … وعُب بكأسنا ضوءُ الصباح
وقد نطحت كؤوس الراح منَّا … لها صرعى على تلك البِطاح
وقوله:
أنجزتْ وعدي على غَرَر … فقطعنا الليل بالسَّهر
وحديثٍ لا يكدِّره … مرُّ وسواس من الفكرِ
وكأنِّي إذا ضاجعتها … بتُّ في روض النَّدى العطر
في خيامٍ من تعانقِنا … حلَّلتها نسمة السَّحر
ودعتني للوداع فلم … تُبق من عقلي ولم تذر
قلتُ ماذا السيرُ في عجل … وغُراب البين لم يَطر
وانثنت كالرَّوض منتقلًا … بفُنون النَّور والزَّهر
ثم قالت كل ذي غَنَج … ودَلالٍ غير مُقتدر
قُم وودِّع غير منتقد … قبل شَوْب الصَّفو بالكدَر
فتعانَقْنا لفرقتنا … ثم لا تسأل عن الخبر
الدر السافر عن أنس المسافر
قال: وأخبرني صاحبه بمصر أبو الفضل التيفاشي، أنه قدم القاهرة، فلم يجد من يُقبل عليه إلا كهف المغاربة؛ الرئيس السيد جمال الدين ابن يغمور، فصيَّره مع أطباء البيمارستان، وصار يأنس به في بعض الأزمان، فسأله يومًا عن بلاده؟ فقال: فارقتُ