قال ابن سعيد: كنَّا في محفلٍ محتفٍ بأهل هذه الصناعة، وما منهم إلا من هو موفور البضاعة، فقال: لقد أقام القيامة أهل غرناطتكم بالموشحة التي منها قوله: شعر
ورد الأصيل طوته كفُّ الظلام
فقلت له: تُنصف أو تَنصرف؟ فقال: ستجدني إن شاء الله من المنصفين، فقلت: هذا إمام الوشاحين عندكم أبو بكر ابن زهر، لما سمع هذه الموشحة أظهر الاستحسان، وقال: أين كنا نحن عن هذا! فقال: قد قلتُ أنا خيرًا من هذا، ثم أنشد قوله: شعر
والظَّلام قتيل والصبح دامي الحُسام
فقلت: الله أكبر! الآن يبدو الحق ويظهر، أخذتَ الأول من قول المتنبي، وهو قولك: والظلام قتيل، والثاني من قول أبي جعفر ابن سعيد: شعر