ولا تُخدَعوا من رِقَّةٍ في كلامها … فإنَّ الحميَّا للعقول تخامرُ
منعمةٌ لو صافح الورد خدَّها … بكت وجرت من مقْلَتيها بوادر
من القاصرات الطَّرفِ غارت لحُسْنِها … ضرائرها والنَّيِّرات الضَّرائر
ولو في الكرى مرَّ النسيم بطيفها … سرى أبدا في طيّها وهو عاطِر
قَلائدها تشكوا الظما ووِشَاحها … وإن شرِبَت من مِعْصميها الأساورُ
إذا ما اشتكى الخلخال أخبارُ قُرطها … فيا طيبَ ما تملى عليه الظَّفَائرُ
أيا عاذلي بالله ما أنتَ منصفي … أعَنْ مثل هذا الحسنِ تُثْنَى النواظر
وله:
أهواهُ أسمر كاعتدال الأسمرِ … يختالُ في بُرد الشَّباب الأخضر
متألِّقٌ كالبدرِ أو مترنِّحٌ … كالغصنِ أو متلفِّتٌ كالجؤذر
لعبتْ ذوائبه على أردافه … كالأفعُوان على كثيبٍ أعفر
صدَّقتُ أنَّ بوجْنَتيْه جَنَّةً … لما شربتُ رضابه من كوثر
من لم يشاهد شَعْره وجبينه … ما فاز ناظرهُ بليلٍ مقمِر
يميلُ على ضعف المحبِّ قوامهُ … ولا عجبٌ كلُّ الغصون تميلُ
وأعجبُ ما في وصفه أنَّ ردفهُ … يخفُّ إليه القلبُ وهو ثقيلُ
وله أيضًا:
خذوا قَودي من أسير الكللْ … فواعجبًا من أسيرٍ قتلْ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.app/page/contribute