وقوله:
أشكو إلى الله من نارين واحدةٌ … في وجنتيه وأخرى منه في كبدي
ومن سقامين سقمٌ قد أحلَّ دمي … من الجفون وسقمٌ حلَّ في جسدي
ومن نمومَيْن دمعي حين أذكره … يُذيعُ سرِّي وواشٍ منه بالرَّصد
ومن ضعيفين صبري حين أندبه … وودُّه وتراه الناس طوعَ يدي
مهفهفٌ رقَّ حتى قلت من عجبٍ … أخْصَرُه خِنْصَري أم جلده جَلَدي (١)
وأنشد له ابن المسعودي قوله أيضًا: شعر
وفي الكُتب نحوي من يعزُّ جواره … وتقريب من لم يدنُ منه مزارُ
فلا تخلني منها فإنَّ ورُودها … لعيني وقلبي قرَّة وقرارُ
وقوله:
أقولُ وربَّما نفع المقالُ … إليك سُهيل إذْ طلع الهلالُ
تُكاثِرني بآلات المعالي … وكيف يكاثُر البحرَ الهلالُ
أتطمعُ أن تنالَ المجْد قبلي … وأنَّى يسبق النُّجُب الهلالُ
وتبسم حين تبصرني نفاقًا … وشخصي من حوائجك الهلال
وتبطن شرَّةً في لين مسٍّ … كما لانت مع الَّلمس الهلال
وينتظرُ الدَّوائر بي ولكن … عليك تدورُ بالشرِّ الهلالُ
كأنَّ وجوههم في ذلِّ مثوىً … وفرط صلابةٍ فيها الهلال
(١) خريدة القصر (الشام): (٩/ ٤٧٣ - ٤٧٤).