للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الفقه، ثم رجع إلى بلاده، ونزل ميَّافارقين، واستوطنها، وتولى الخطابة بها، وصار إليه أمرُ الفتوى، واشتغل النّاس عليه، وانتفعوا بصحبته.

وله خطبٌ، ورسائلٌ (١)، وتصانيف في فنون، منها: كتابه المسمى بـ "عمدة الاقتصاد في النحو"، وكان يتغالى في التشيُّع (٢).

وقد ذكره العماد في "الخريدة"، فقال: كان علَّامة الزمان في علمه، ومعرّي العصر في نثره ونظمه، وله الترصيع البديع، والتجنيس النفيس، والتطبيق والتحقيق، واللفظ الجزل الرقيق، والمعنى السهل العميق، والتقسيم المستقيم، والفضل السائر المقيم (٣).

وعَدَّد محاسنه، وأورد من نظمه قوله: شعر

وخليعٍ بتّ أعْذُلُهُ … ويرى عَذْلي من العبث

قلتُ إنَّ الخمر مخبثةٌ … قال حاشاها من الخبث

قلتُ فالإرفاث تتبعها … قال طيبُ العيش في الرَّفث

قلت منها القيء قال أجل … شُرِّفت عن مخرج الخبث

وسأسلوها فقلتُ متى … قال عند الكون في الجَدَث


(١) حققها محمد النحاس في رسالة ماجستير بجامعة طنطا في مصر سنة ٢٠٠٦ م.
(٢) ذكر له ابن كثير أبياتًا تنفي هذا الزعم، انظر ترجمته في البداية والنهاية: (١٢/ ٢٣٨ - ٢٤٠)، من هذه الأبيات، قوله في سياق مدح آل البيت:
ولست أهواكم ببُغض غيركم … إني إذًا أشقى بكم لا أسعدُ
فلا يظن رافضي أنني … وافقته أو خارجي مفسد
محمدٌ والخلفاء بعده … أفضل خلق الله في ما أجد
هم أسَّسوا قواعد الدين لنا … وهم بنوا أركانه وشيَّدوا
(٣) خريدة القصر (الشام): (٩/ ٤٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>