للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

كان فاضلًا، أديبًا، شاعرًا.

قرأ القراءات على الشريف أبي الفتوح ناصر بن الحسن الزيدي، وسمع من الحافظ السِّلفي، والعلامة أبي محمد عبد الله بن برى، وأخذ عنه النحو، ولقي العماد الأصبهاني وهو شابٌّ (١)، فلم يمتع العماد فيه.

قال ابن الرّبيب: لما اجتمع به كان سنه دون العشرين، وكنتُ بين يدي الفاضل عبد الرحيم، وتأدّب به، واستفاد منه، وفيه يقول:

كلُّ فاضلٍ بعد الفاضلِ فضله … وكلٌّ قد عرفَ لهُ فضلَه

ثم صار كاتب الجيش، ونفق عند الملك العزيز ابن السلطان صلاح الدين يوسف، ونال من الدنيا جاهًا ووجاهة، وكان مترفِّهًا، متنعِّمًا، متخصِّصًا، اتخذ أمكنةً بمصر، والروضة، والقرافة، وجعل في كل مكان ما يحتاج إليه من فرشٍ وأواني لا تنقل عنه.

واختصر كتاب "الحيوان" تصنيف الجاحظ، وسماه: "روح الحيوان"، وجعل لموشحات المغاربة أنموذجًا وترتيبًا، وسماه: "دار الطراز" (٢)، وأودعه من موشحاته أشياء حسنة، وله "ديوان شعر" (٣)، وجمع "رسائل" (٤) دارت بينه وبين الفاضل، وفيها كل معنى بديع.

ومن شعره يمدحه، قصيدته التي أولها قوله: شعر

ألا فانتبِه من أفقها طلع الفجر … وحاشاك نم من وجهها ضحك الثغرُ


(١) انظر خريدة القصر: (١/ ٦٤ - ٦٥).
(٢) طبع بدار الفكر سنة ١٣٦٨ هـ/ ١٩٤٩ م.
(٣) طبع في دائرة المعارف الهندية سنة ١٣٧٧ هـ/ ١٩٥٨ م، بعناية محمد عبد الحق.
(٤) تسمى فصوص الفصول وعقود العقول، طبعت في مؤسسة المختار سنة ٢٠٠٥ م، تحقيق: محمد محمد عبد الجواد.

<<  <  ج: ص:  >  >>